الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة عرض "عطور" لمحمد علي كمون في الحمامات: ملحمة موسيقية تونسية منفتحة على الآخر

نشر في  02 أوت 2016  (16:01)

 في خطوة موسيقية جريئة، قدّم الفنان محمد علي كمون بمعية الأركستر السمفوني التونسي بقيادة رشيد قوبعة، طبقا موسيقيا مميزا يحمل اسم «عطور» وذلك خلال فعاليات مهرجان الحمامات الدولي.

ولعلّ ميزة العرض الأولى تتمثل في المزج بين الطابعين الكلاسيكي والشعبي بطريقة أكثر من متناغمة، فجاءت الأغاني التي شارك في أدائها كلّ من محمد العرفاوي (الجريد) ومعتصم الأمير (تطاوين) وفتحي غرس الله (عُرف بكنية طبال قرقنة) تحمل نفسا محليا ومنفتحا على العالم في نفس الوقت. ومن هذه الأغاني نذكر «كبي الفولارة» و«سود لهداب» و«هزي حرامك» و«ريت النجمة».

أمّا الميزة الثانية للعرض فتتعلق بجانبه الإبداعي حيث سهر محمد علي كمون على تأليف معزوفات غلب عليها الطابع الملحمي الذي يبرز تاريخ وطاقات البلاد على غرار «العباسية» في إشارة إلى مسقط رأس الزعيم فرحات حشاد و«الكاف» (Sicca Veneria) هذه المدينة ذات التاريخ الحافل منذ العهد الروماني.

كما يجب التنويه بأداء الأركستر السمفوني وبعازفيه على غرار عازف الكمنجة زياد الزواري الذي سخر أوتاره لتقديم إضافة موسيقية جميلة ومؤكدة.

في «عطور»، خالف محمد علي كمون السائد الموسيقي ليبتدع شكلا موسيقيا محبذا ومغايرا ينهل من تراثنا ويسعى للالتقاء بالآخر مهما كانت ثقافته وانتماؤه، وهو التحدي الذي رفعه كمون باقتدار.

شيراز بن مراد